رغم فرار قرابة المليون شخص نتيجة للتحذيرات المسبقة تسبب إعصار كاترينا المرعب الذي ضرب خليج المكسيك وولايتي لويزيانيا ومسيسيبي جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية يوم الاثنين الماضي في قتل المئات وتشريد الآلاف، وأدت الرياح التي بلغت سرعتها 225 كيلومترا في الساعة في تكوين جدار من الأمواج العاتية بلغ ارتفاعها تسعة أمتار غمرت مناطق شاسعة من السواحل وحاصرت السكان الذين لجأوا إلى أسطح المنازل. وقد أعلنت السلطات الأمريكية انها نقلت بالفعل أكثر من 78 الفا إلى ملاذات الطوارئ وان عشرات الآلاف من المنازل والمكاتب دمرت. غير أن الكثيرين لا يزالون ينتظرون انتشالهم في زوارق تطوف شوارع المدن التي تغمرها المياه أو بطائرات هليكوبتر تحلق في سمائها.
الرئيس بوش يستعرض حجم الدمار خلال رحلة بالطائرةtوقد استعرض الرئيس الأمريكي بوش الدمار في لويزيانا ومسيسبي في رحلة بالطائرة من تكساس إلى واشنطن، وقال متأثرا: "إنها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ أمتنا." وقال بوش بعد عودته إلى البيت الأبيض من عطلته في تكساس ليشرف على جهود الانقاذ "هذا التعافي سيستغرق وقتا طويلا. هذا التعافي سيستغرق سنوات." ووعد بوش ببذل جهد كبير لاعمار المنطقة المنكوبة. وأدلى بوش بهذه التصريحات في حين بدأ جهد إغاثة اتحادي كبير في لويزيانا ومسيسبي وأرسل آلاف من جنود الحرس الوطني الى المنطقة المدمرة. من ناحية أخرى أصدر عمدة "نيو أورليانز" راي ناغين أمرا بإخلاء المدينة بالكامل، محذرا من أن سكان المدينة بحاجة إلى أربعة أشهر على الأقل قبل أن يعودوا إلى منازلهم بسبب الدمار الفظيع الذي لحق بها.