كنت أقول لإحد اصدقائي ساخرا يبدو أننا في زمن تريد به الأرض تجديد شبابها
وتذكرت قول الشاعر .. تدس إلى العطار ميرة أهلها .. وهل يصلح العطار ما افسد الدهر !
لا شك أن روح الشباب هي الأكثر اندفاعا واستلذاذا بالحياة ومتعها وحتى صعابها غير من جرعتهم الدنيا من تجاربها حتى باتوا يحسبون أنفاسهم معها ويدققون على كل شاردة وواردة منها ويتبعون السيئة الحسنة ويكتفون بذلك فيصبح ميزان عدلهم وقواهم على حد سواء هم من يقعدون حظها ..
ولو أن بهم من إذا كبر كبرت همته وعلت نفسه فكأنها تعيد تجديد الدماء في دورة حياة فريدة من نوعها , فنجده على ذات الروح المقدامة وذات النفس المبتهجة وذات العطاء المتجدد حتى يغلب فورة الشباب فيتتبعون خطاه ويستظلون بظله .. وإن كانوا قلة ممن تصدق أقوالهم أفعالهم ..
ولكن أليس لمن قضوا في هذه الدنيا وطرا , وبنو بها بيوتا للفكر وللمشاعر ولظل وللانتماءات , بحاجة أخلاقية للاحترام والتقدير ولو كانت أخطاءهم لها أرضية واسعة بقدر مساحة تلك البيوت حقيقها ووهمها ..
أم أن نبذهم بمضاربهم ونفيهم من الشباب الثائر على الحياة وعلى استكانتها وعلى قهرها هو من سيضمن لها ولهم التجديد ويعيد لها شبابها ويبني من جديد حظيرتها ؟
أعتقد أن الجواب سيكون انفعالي , لن ندرك حقيقته إلى بعد زمن ... !